تقرير اخبارى: اتصالات مكثفة رفيعة المستوى تمهد لزيارة اوباما للصين
بكين 29 اكتوبر 2009 (شينخوا) صرح خبراء صينيون اليوم (الخميس) بانه تم تكثيف الروابط الصينية - الامريكية انتظارا للزيارة المرتقبة للرئيس الامريكى اوباما للصين، وذلك من خلال الاتصالات المتكررة بين كبار المسئولين فى البلدين.
عقد الاجتماع ال20 للجنة الصينية-الامريكية للتجارة رسميا صباح اليوم (الخميس) فى مدينة هانغتشو شرق الصين.
ينظر الى هذه المحادثات بشكل كبير، والتى تميزت بحضور وزير التجارة الامريكى جراي لوك، والممثل التجارى الامريكى رون كيرك، ووزير الزراعة توم فيلاسك، بانها تأتى فى اطار التحضير للقمة الرئاسية الشهر القادم.
وقال وزير التجارة الصينى تشن ده مينغ فى نهاية المحادثات، إن "اجتماع اليوم ارسى اساسا صلبا، وقام بتحضير كامل لزيارة الرئيس اوباما المقرر ان تتم خلال اسبوعين، والتى سوف تساعد فى بناء علاقات صينية - امريكية ايجابية وتعاونية وشاملة تتطلع الى القرن ال21."
ومن ناحية أخرى، يقوم شيوي تساي هو، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية، باول زيارة له للولايات المتحدة منذ تولى ادارة اوباما السلطة.
وخلال محادثاته مع وزير الدفاع الامريكى روبرت جيتس، حاول الجانبان استكشاف سبل تعزيز التعاون بين الجيشين، وتوصلا الى اتفاق من 7 نقاط، يشمل زيارة جيتس للصين عام 2010، وزيارات متبادلة للسفن الحربية.
وقال دينغ شينغ هاو، رئيس جمعية شانغهاى للدراسات الامريكية، ان الاتفاق الخاص باجراء تدريبات حول البحث والانقاذ البحري بدأ يتخذ شكله الجنينى فى آلية ادارة الازمات.
وخلال الزيارة التى تستمر 11 يوما، تم ايضا توجيه دعوة الى الجنرال الصينى لزيارة بعض المواقع العسكرية الحساسة، شملت مقر القيادة الاستراتيجية، المسئولة عن الاسلحة النووية والحرب الالكترونية.
وقال فو منغ تشي، الباحث بمعهد العلاقات الدولية المعاصرة بالصين ان زيارة شيوي للمواقع العسكرية الحساسة تظهر استعداد الجيش الامريكى لتعزيز الثقة المتبادلة مع الجيش الصينى.
يذكر انه منذ تولى ادارة اوباما السلطة، شهدت العلاقات الصينية- الامريكية تحولا سلسا، وحافظت على قوة دفع جيدة للتنمية.
وفى يونيو 2009، اجرت وزارتا الدفاع الصينية والامريكية المشاورات الدفاعية العاشرة، وفى يوليو، عقدت الدولتان اول جولة من حوارهما الاستراتيجى والاقتصادى. وفى اغسطس، اجرى جيشا البلدين مشاورات الامن العسكرى البحرى.
وبالاضافة الى ذلك، اصدر اوباما "قرار رئاسيا" فى 29 سبتمبر حول سلطة الموافقة على بيع تكنولوجيا الصواريخ والفضاء للصين من البيت الابيض الى وزارة التجارة، وهى خطوة ينظر اليها الخبراء بانها بادرة حسن نوايا لبكين.
جدير بالملاحظة ايضا ان نائب وزيرة الخارجية الامريكية جيمس بي. شتاينبرج اقترح مصطلحا جديدا لوصف العلاقات الامريكية-الصينية فى خطابه الهام الذى القاه فى مركز الامن الامريكى الجديد فى واشنطن فى 24 سبتمبر تحت عنوان "رؤية الادارة للعلاقات الامريكية- الصينية".
يعنى مصطلح "الاطمئنان الاستراتيجى"، كما اشار شتاينبرج، "انه تماما مثلما يحب علينا نحن وحلفاؤنا توضيح اننا على استعداد للترحيب "بوصول" الصين ... فإنه يجب على الصين ان تطمئن باقى العالم ان تنميتها ودورها على العالمى المتزايد لن يكون على حساب امن ورفاهية الاخرين."
وقال نيو شين تشون، نائب مدير مركز الدراسات الامريكية التابع لمعهد العلاقات الدولية المعاصرة بالصين، ان هذا المصطلح يمس جوهر العلاقات الصينية-الامريكية. "انه يهدف الى تحقيق الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين البلدين."
وقال ان اساس التنمية المستدامة والمستقرة للعلاقات الثنائية يكمن فى الثقة المتبادلة، ولكن الاحتكاكات التجارية بين البلدين تظهر ان الثقة المتبادلة ما زالت فى حاجة الى التدعيم.
اعلن اوباما فى سبتمبر فرض تعريفة عقابية بنسبة 35 فى المائة على اطارات السيارات والشاحنات الخفيفة المصنوعة فى الصين لمدة ثلاث سنوات.
ويوم الثلاثاء، اعلنت وزارة التجارة الامريكية قرارا اوليا يهدف الى فرض تعريفة تصل الى 12 فى المائة على الصلب المطعم واسياخ الصلب المستوردة من الصين، وقيمتها 269 مليون دولار.
وبالاضافة الى ذلك، ما زالت هناك خلافات بين الصين والولايات المتحدة حول بعض القضايا التى تمس مصالح الصين الجوهرية مثل مبيعات الاسلحة الامريكية لتايوان، والقضايا المتعلقة بالتبت.
وقال فو منغ تشي انه بالرغم من استعداد الجانبين لتعزيز الثقة المتبادلة، الا انه ما زال من الصعب عليهما تحقيق هذا الهدف، مضيفا ان ذلك يحتاج الى جهود مستدامة من الجانبين.
وقال نائب رئيس مجلس الدولة الصينى وانغ تشي شان فى مراسم افتتاح اجتماع اللجنة الصينية-الامريكية ال20 "ان العلاقات الصينية الامريكية تقف الان عند نقطة بداية تاريخية جديدة. ان الزيارة الاولى للرئيس اوباما سوف تتيح بالتأكيد فرصا جديدة للتعاون الثنائى."